اليوم أقوم بعمل هذا الواجب الذي تلقيت الدعوة إلى حله من العديد من الأصدقاء الأفاضل ومنهم الأخ العزيز أبو مجاهد الرنتيسي صاحب موقع أبو مجاهد الرنتيسي والأخ العزيز حسن عيد صاحب مدونة حياتي كلها لله بارك الله فيهما
وقد أشارت عليَّ الأخت الفاضلة سنو وايت صاحبة مدونة أميرة الأحلام بأن أكتب عن إحدى الصحابيات وما أكثرهن وقد اخترت إحداهن وربما الكثير منا سمع عنها لكن لا نمل من تكرار سيرتها فهي السباقة في كل خير...
وقد أشارت عليَّ الأخت الفاضلة سنو وايت صاحبة مدونة أميرة الأحلام بأن أكتب عن إحدى الصحابيات وما أكثرهن وقد اخترت إحداهن وربما الكثير منا سمع عنها لكن لا نمل من تكرار سيرتها فهي السباقة في كل خير...
أم عمارة (( رضي الله عنها ))
(( من يطيق ما تطيقينه يا أم عمارة ))
هي الصحابية نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجار، أنصارية من بني مازن، وكنيتها أم عمارة.
وأخوها عبد الله بن كعب احد المجاهدين الذين شهدوا بدرا ، و الثاني ابو ليلى عبد الرحمن بن كعب وهو من البكائين من خشية الله...
كانت زوجة وهب الأسلمي وولدت له حبيب، وبعد موته تزوجها زيد بن عاصم المازني الذي ولدت له عبدالله، ونقل أن عبدالله هو الذي قتل مسيلمة الكذاب.
وقيل تزوجها غزية بن عمرو المازني..
هي شخصية فريدة قد يصفها البعض أنها أغرب من الخيال نعم.. سوف نحاول سرد ولو بعضا من حياة الصحابية الجليلة أم عمارة
فتعد أم عمارة- الصحابية الجليلة الفاضلة المجاهدة الشجاعة- شخصية نادرة بين النساء قديما وحديثا، فهي أهل للاقتداء بها؛ لما فيها من مميزات امتازت بها عن نساء عصرها وميزها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من شجاعة وصبر واحتساب الأجر من الله تعالى، إلى جانب زهدها وعبادتها وحبها الشديد لله ورسوله، فدعا لها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالفوز بالجنة فهي من المبشرين بالجنة..
هي من أصحاب بيعة العقبة الثانية التي لم يحضرها من النساء إلا امرأتين أحدهما نسيبة بنت كعب رضي الله عنها..
وقد روت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنها الكثير من التابعين
فكانت حريصة على دين الله تعالى وعلى التزود منه دوما وترى أن دورها كامرأة لا يقل شأناً عن أخيها الرجل
و كأنها لم يرض طموحها أن يتحدث القرأن إلي الرجال و تأتي المرأة تبعا ، فأتت رسول الله تقول له : يا رسول الله … ما أرى كل شىء إلا للرجال ، و ما أرى النساء يذكرن في شىء . فاستجاب الله لها ، و نزل أمين السماء إلى أمين الأرض بقرآن يتلى و يسجل فيه موقف المرأة إلى جانب الرجل صراحة لا ضمنيا ، و قصدا لا تبعا .
قال تعالى : (( إن المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات و القانتين و القانتات و الصادقين و الصادقات و الصابرين و الصابرات و الخاشعين و الخاشعات و المتصدقين و المتصدقات و الصائمين و الصائمات و الحافظين فروجهم و الحافظات و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات اعد الله لهم مغفرة و أجرا عظيما ))
وكانت أم عمارة رضي الله عنها إلى جانب فضلها وصلاحها مجاهدة شجاعة لا تهاب الموت في سبيل الله
فعندما جرح ابنها عبدالله بن زيد وجعل الدم لا ينقطع فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( أعصب جرحك ))، فلما سمعت نداء النبي صلى الله عليه وسلم أقبلت ومعها عصائب أعدتها للجراح فربطت جرح ابنها وقالت: ( انهض بني وضارب القوم) ،وكانت تقاتل يوم أحد أمام النبي صلى الله عليه وسلم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟ ))
وذكر ابن هاشم عن سعيد بن أبي زيد الأنصاري رضي الله عنه أن أم سعد بنت سعد بن الربيع رضي الله عنها كانت تقول: دخلت علي أم عمارة رضي الله عنها فقلت لها: ياخالة أخبريني خبرك؟ فقالت: خرجت أول النهار أنظر مايصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه والدولة والريح للمسلمين.. فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أباشر القتال، وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس، حتى خلصت الجراح إلي، قالت: فرأيت على عاتقها جرح أجوف له غور فقلت لها: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قمئة، أقمأه الله لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول دلوني على محمد، لانجوت إن نجا، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشربن هذه الضربة ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان.
و في حنين حين انكشف المسلمون نرى منظرا عجبا ، امرأتين من الأنصار تقفان موقفا رائعا : أم سليم معها خنجر قد حزمته في وسطها و هى يومئذ حامل بابنها عبد الله ، و أم عمارة تصيح بقومها الأنصار : أى عادة هذه ؟ ما لكم و للفرار ؟ و شددت على رجل من هوازن فقتلته و أخذت سيفه।
شهدت مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بيعة الرضوان والعديد من الغزوات منها عزوة أحد و خيبر وحنين
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها عبد الله بن زيد: (( بارك الله عليكم من أهل بيت؛ مقام أمك خيرٌ من مقام فلان وفلان، ومقام رَيبك -أي زوج أُمه- خيرٌ من مقام فلان وفلان، ومقامك خيرٌ من مقام فلان وفلان، رحمكم الله أهل بيت ))، قالت أم عمارة رضي الله عنها: ( أدعُ الله أن نُرافقك في الجنة )، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ))، فقالت: ( ما أُبالي ما أصابني من الدنيا )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراها تقاتل دوني ))
وشاركت رضوان ربي عليها في حروب الردة ضد المرتدين بعدة وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فلها ثأر ليس بقديم مع عدو الله مسيلمة الكذاب الذي قتل ولدها حبيب رضي الله عنه حيث رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يبعث لمسيلمة الكذاب رسالة ينهاه فيها عن حماقاته ، وحمل حبيب بن زيد الرسالة ، وفض مسيلمة كتاب رسول الله له فازداد ضلالا وغرورا ، فجمع مسيلمة قومه ، وجيء بمبعوث رسول الله وأثار التعذيب واضحة عليه ، فقال مسيلمة لحبيب :( أتشهد أن محمدا رسول الله ؟) وقال حبيب :( نعم ، أشهد أن محمدا رسول الله ) وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة ، وعاد يسأل :( وتشهد أني رسول الله ؟) وأجاب حبيب في سخرية :( اني لا أسمع شيئا !!) وتلقى الكذاب لطمة قوية أمام من جمعهم ، ونادى جلاده الذي أقبل ينخس جسد حبيب بسن السيف ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة ، وبضعة بضعة وعضوا عضوا والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها نشيد اسلامه :( لا اله الا الله ، محمد رسول الله )
وعندما وصل الخبر إلى مسامع أمه قالت:( لمثل هذا أعددته وعند الله احتسبته ).
وأقسمت أم البطل أن تثأر لولدها الحبيب وشاء الله أن يكون سيف ولدها عبدالله من السيوف التي أردت عدو الله قتيلا ولقد قطعت يدها في معركة اليمامة وجرحت نحو أكثر من عشرة جروح وهي تجاهد في سبيل الله وكأنها تبحث عن الشهادة رضي الله عنها وأرضاها ..
توفيت أم عمارة رضي الله عنها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما سنة 13 هجرية رضوان ربي عليها فهي تمثل قدوة حسنة ومثال أعلى يقتدى به...
وأحول الواجب إلى كلاً من:
الأخ مالك صاحب مدونة شعاع الأكوان
والأخ عبدالله أتومنار صاحب مدونة أكي ومان
والأخت ضياء القمر صاحبة مدونة ضياء القمر
والأخ عاشق الرحمن صاحب مدونة المشتاقون إلى الجنة
والأخ خلفان صاحب مدونة خلفان
أسأل الله القدير أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين...